السبت، 31 يناير 2009

Tomorrow never comes


A question we should all ask our selves :
??what if tomorrow never came
??what if this is our last day in this life
..watch the video & enjoy
all the best

أولى مذكراتي

اليوم هو الحادي والثلاثون من يناير، السنة التاسعة و ألفين للميلاد... الساعة الآن الواحدة و أربعون دقيقة صباحا...

اليوم قررت أن أبدأ بكتابة مذكراتي..عمري الآن هو ثمانية عشر عاما و خمسة أشهر و ثلاثة و عشرون يوما...
فكرت في تلك السنوات التي مضت .. مضت بحلوها و مرها .. مرت كلمح البصر .. مرت محملة بكل تلك الذكريات .. السعيدة منها و الحزينة .. ذكريات لا تزال تختبئ بين ثنايا ذاكرتي .. ولكني لم أدون أيا منها من قبل .. أظن أن الأوان قد فات الآن على تدوينها.. و لكن ما حاجتي إلى تدوينها و أنا لا أستطيع محوها على أية حال ..
بعض الذكريات تسعدنا كلما استعدناها ..تبقى دائما كزاد ينير لنا طريقنا و يعيننا على تحمل مصاعب الحياة...
أما النمط الآخر من الذكريات فهي تلك الذكريات التي نتمنى لو نستطيع محوها.. نتمنى لو نغمض أعيننا لنفتحها من جديد فنجد أن كل ما نتذكره فقط ما نود تذكره.. هذه الذكريات كلما نستعيدها تشعرنا بمدى ضعفنا.. تشعرنا بالرغبة بالبكاء كحل يتيم لكل ما نعجز عن حله من مشاكل.. تلك المشاكل تبقى حبيسة لنفوسنا الحزينة .. حيث لا يمكننا أن نبوح بها لأحد سوى أنفسنا ..و كذلك هذه الذكريات ..

***


أنا الآن أختبئ تحت لحافي الصوفي الدافئ .. ممسكة بكوب القهوة استمد منه مزيدا من الدفء ليعينني على برد الشتاء القارص.. و أتذكر تلك الأيام الجميلة بكل ما فيها من إرهاق و تعب..أيام الاختبارات بالطبع !!
حين كنت أقول لصديقتي و نحن نسبح في بحر من الخيال و كأننا نتحدث عن المستحيل مبحرين قدر الإمكان بعيدا عن شواطئ الواقع المتعب : تخيلي بأنك الآن في البيت .. ممدة على الأريكة..تشاهدين التلفاز ..و تمسكين بكوب القهوة متدثرة بلحاف صوفي دافئ.. كانت هذه غاية أحلامنا في أيام الاختبارات...!!
كم هي جميلة و متعبة تلك الأيام !! و كم هي جميلة الحياة في السكن الجامعي بكل ما فيها من جنون و دموع و تناقضات !! لكم افتقد صديقتي .. أختي الكبرى ..شريكتي في الغرفة !! افتقد حواراتنا المجنونة ..خيالاتنا التي ننسجها معا لتصبح شيئا فشيئا جزءا من واقع نتشاركه و نعيشه معا لحظة بلحظة .. أحلامنا المشتركة ..
كم افتقد الآن و في هذه اللحظة كل شيء!!

***


لقد كانت فكرة البدء بكتابة مذكراتي تراودني منذ زمن ليس بقريب..و لكن لماذا قررت الآن أن أبدأ بكتابتها ؟؟
في الواقع لا أعلم ..


ربما لأنني التقيت بالأمس شخصا أثر في فعلا بروعة اسلوبه و جمال كتاباته .. بمنطقه الغريب و المنطقي في الحياة ..
أعادتني كتاباته لأيام جميلة لم و لن أنساها يوما ما.. أيام كنت فيها صغيرة حقا.. و كنت أجد في الكتابة ملجأي و ملاذي الوحيد من كل ما يحيط بي.. كنت أتخذها وسيلة للانعزال عن هذا العالم الكبير ... كنت أهرب بها إلى عالمي الصغير كلما شعرت بالحزن أو الفرح.. كلما شعرت بأي شي .. أو كلما شعرت بلا شيء!!

أو ربما يكون لذلك الهدوء و السكينة اللذان يغلفان المكان في هذه الساعة المتأخرة من الليل ( أو المتقدمة من الصبح ) أثرا علي جعلني أشعر برغبة في الكتابة .. كتابة أي شيء .. كتابة كل ما يخطر ببالي .. دون أن أكتب عن أي شيء ..!! أو دون أن أركز علي شي..!!

***


كم أحب الليل بهدوئه و سكينته ... أشعر فيه بأمان حقيقي .. الكون غارق بالظلام و السلام يعم الأرجاء .. الجميع نائمون ..
يمكنني الآن أن أجلس مع نفسي لأغرق في التفكير باللاشيء...
أحب ذلك الشعور بالاسترخاء .. حين أتمكن من التفكير دون التركيز على شيء معين..!!

***


قررت الآن التوقف عن الكتابة حيث أن النعاس قد بدأ يداعب جفني... و لكن بما أنني أفكر بلا شيء و أكتب عن لا شيء.. فقد استمر بالكتابة حتى ساعات الصباح ..!!
لذا فلتصبح على خير و سلام أيها الكون الهادئ المسالم الغارق بالظلام....
 

الجمعة 31/1/2009

الخميس، 29 يناير 2009