" ثورة حتى النصر"
" الشعب يريد إسقاط النظام"
" ارحــــــل "
يبدو أننا كشعوب عربية قد اعتدنا مؤخراً سماع عبارات الثورة، بعد أن ألفنا لعقود الصمت و تقبل ما تفرضه علينا حكوماتنا- الغاشمة و الدكتاتورية- بلا أدنى شكـ.
في حين يعتبر الكثيرون تمكن تلك الشعوب "المقموعة و المغلوبة على أمرها" من إسقاط رؤسائها- أو كما يحلو للبعض تسميتهم "أصنامها"- نصراً مؤزرا، لا يستطيع عقلي تقبل إمكانية أن يكون الأمر ببساطة التفسير المطروح. أي أن إحراق محمد بو عزيزي لنفسه كرد فعل للظلم قد أشعل الشارع التونسي، و منه سرت عدوى الثورة إلى أشقائهم من المصريين، و هلمَّ جرا. هل الأمرحقً مجرد ثورة شعبية خالصة لأناسٍ يأسوا الظلم و ملوا القمع؟
حسناً، أتمنى أن يكون الأمر كذلك!
لكـن، أعتدنا أن الأحداث المؤثرة في رسم الخارطة السياسية غالبا ما تكون مدبرة و مخططة مسبقاً، و دائما- بطبيعتنا العفوية و العاطفية و الطيبة جدا- ننفذ الخطط التي تصب في مصلحة غيرنا - و لنأمل أن الغير ليسو أعداءنا.
هل تكون ثوراتنا ردود فعل خالصة و ليست مخططة و مدبرة كما هي العادة؟
هل هي حقاً شعوبنا يأست و ملت؟
لماذا الآن فقط و تحديداً بعد عقود من الصمت المطبق؟
هل كنا بحاجة لأن نحرق أنفسنا حتى "تفهمنا" حكوماتنا؟
من المستفيد حقاً من المطبات السياسية في "وطننا العربي"؟
"يـَا رب" .. احفظ أوطاننا و احمها.. و اكتب لها ما هو الأصلح لحالها!