الخميس، 5 فبراير 2009

أجلس في المقهى منتظرا..


*مدخل :
أجلس في المقهى منتظرا ..
أن تأتي سيدتي الحلوة ..
أبتاع الصحف اليومية..
أفعل أشياء طفولية ..
.
.
.
بالطبع الحديث ها هنا لا يدور حولي..فهذا مطلع قصيدة لنزار قباني..
و لكن الآية معكوسة هذه المرة...فأنا من يجلس في المقهى منتظرا ..و أنا من ابتاع الصحف العربية يتصفحها دون أن يدرك محتواها ..و أنا من يفعل أشياء طفولية ..فها أنا أتظاهر بقراءة الصحيفة التي بين يدي ..بينما الحقيقة هي أن عيني لم تفارقاه منذ لحظة دخوله المقهى ...
ها هو يجلس مقابلا لي على الطاولة المجاورة .. يحادث سيدة -جميلة إلى حد ما ..يداعب شعرها بيديه ..و أنا أذوب في مكاني كشمعة أحرقها طول الانتظار..انتظار طال أمده خمسة و عشرون.. خمسة و عشرون عاما و أنا أحرسه بعيني ..في يقظته و منامه .. بل حتى أثناء منامي لا تفتأ روحي تحرسه .. نعم هو توأم روحي ..و لكنه بالكاد يراني .. بل أحسبه لا يراني البتة ..
حتى متى قد ينتظر إنسان آخر .. في حين يكاد ذلك الآخر لا يراه إلا شبحا؟؟
سؤال قفز إلى ذهني في تلك اللحظة ..
أكملت فنجان القهوة المرة الذي لطالما شربته كل صباح لخمسة و عشرين عاما ..
طويت صحيفتي وطويت معها صفحات من سنين العمر الضائعة ..
مرت عيناي على كل ركن من أركان ذلك المقهى الذي شهد حبا ضائعا تصافحها ..فلربما تكون المصافحة الأخيرة
.
.
.
*مخرج :
ماذا بإمكان المرء أن يفعل إذا كان الإنسان الوحيد في هذا الكون القادر على مسح دموعه هو من تسبب بتلك الدموع ؟؟
سؤال أظنه يحتاج لإجابة عاجلة..


1-2-2009


اليوم هو الأول من فبراير، سنة تسعة و ألفين للميلاد..
الساعة الآن تشير إلى الحادية عشر ليلا و أربع و ثلاثون دقيقة..
...


كم هو غريب هذا اليوم !!
أحيانا تمر على الإنسان أيام لا يستطيع أن يصفها..
لا يستطيع أن يصف شعوره فيها...
أكان يشعر بالفرح أم الحزن أم....؟؟؟
تتساءل أهو يوم سعيد أم حزين ؟؟ أم هو من تلك الأيام التي نقرر أن نمحوها من رصيد العمر ؟؟ أن نسجلها بقلم رصاص على هامش الذاكرة ليسهل للزمان محوها..
أظنه من هذا النوع الأخير .. هو كذلك لا شك ...


*****
أحيانا تمر علينا مشكلات نخاف أن نبدأ بالبحث عن حل لها..حتى لا ننصدم بواقع أنها قد أصبحت أكثر تعقيدا لدرجة يصعب معها إيجاد الحل ..
نخاف أن نرفع سماعة الهاتف حتى لا نسمع من الطرف الآخر تطورات المشكلة و تعقيداتها ..
إحساس غامض يوحي إليك بأن الأمور لا و لن تسير على خير ..فتقرر الهروب و العيش في ذلك الوهم بأن كل شيء بخير ..
هذا هو التفسير الوحيد الذي أجده منطقيا لوصف ما أقوم به الآن ...
،،